الكثير من الموظفين يتعرضون بشكل وبآخر الى ضغوط نفسية داخل بيئة العمل، بعضها، يكون بسيطا، يمكن تجاوزه بسهولة، وبعضها يسبب صدمة نفسية قوية للموظف، تؤثر على أداءه وصحته وحتى على المؤسسة بشكل سلبي كبير. فيا ترى ما تعريف الصدمة النفسية في العمل، وكيف يمكن حماية أنفسنا منها؟
الصدمة النفسية هي استجابة عاطفية لحدث ما يجده الشخص مرهقا نفسيا للغاية، الامر الذي قد يتسبب في مجموعة واسعة من الاعراض الجسدية والعاطفية، وتنتج بعد الحدث مباشرة صدمة إنكار لما حدث، بينما تشمل ردود الفعل طويلة المدى مشاكل لا يمكن التنبؤ بها، منها مشاكل في الأداء، او العلاقات في العمل وبلا شك مشاكل نفسية وصحية متعددة.
من أمثلة الصدمة النفسية في بيئة العمل كالافتراء على الموظف بالخطأ، التقليل من احترامه، تجاهل مستوى إنجازه، التنمر على الموظف وتخويفه داخل بيئة العمل، إهانة الموظف، سرقة أعماله وإنجازاته، ووضعه تحت ضغط عمل شديد وغيرها الكثير.
الصدمة تحدث عندما يعطي الموظف الثقة أو الأمان لزملاء أو مسؤول أو حتى زبون، ثم يتعرض للخيانة أو معاملة سيئة لم يكن يتوقعها، أو أنها فاقت توقعاته بكثيرة.
هذا الامر قد يستطيع بعض الموظفين تجاوزه بعد مدة معينة، لكن هنالك من الموظفين الذين لا يستطيعون تجاوزه ويبقى داخلهم يعايشونه كل يوم، مخلفاً ألما داخل نفوسهم لسنوات بعيدة. والأمر المنهك فيه أيضا حجم الألم النفسي الذي يسبب آلاماً جسدية تنتشر مثل السرطان في جسمه، فتخفت شعلة العطاء والحماس والنشاط في العمل لديه، ويتراجع عطاء الموظف، وإن أعطى فيكون ممزوجاً بجرعات من الألم والوجع.
ولأن الكثير من هذه المواقف موجودة باستمرار حولنا في بيئة العمل، من تجربتي الشخصية، اليكم هذه النصائح السحرية التي ستساعدكم بشكل كبير على حماية أنفسكم من الصدمة النفسية بسبب بيئة العمل.
أولاً: أعرف قدراتك ونمها، لأن المعرفة الحقيقة للذات وتقديرها بشكل صحيح، يساعدك على التصدي لأي نوع من السلوكيات التي تحاول تدمير ذاتك داخل بيئة العمل.
ثانيا: ابني علاقات جيدة مع الآخرين، معرفة الناس بحقيقة قدراتك ومستوى إنجازك وجمال أخلاقك، سيساعدك في الحصول على من يقف معك حين تتعرض للصدمات، فمنهم من سيساندك، ومنهم من سيدعمك بأشكال مختلفة، وهذا مهم جداً لتخفيف الصدمة وتجاوزها.
ثالثا: دافع عن نفسك، إذا تعرضت لصدمة في العمل، لا تتردد في الدفاع عن نفسك، واظهر حقيقة الأمر، فهنالك العديد من الإجراءات داخل أي مؤسسة يمكنك من خلالها اثبات موقفك الصحيح ، الأهم تجنب الصراع والجدال مع الآخرين، وتصرف بثقة وبخطوات قانونية صحيحة. فتصحيح الخطأ واسترداد الوضع الصحيح، سيساعدك على التشافي من الصدمة بقوة.
رابعاً: ابحث عن المساعدة، ابحث دائما عن زميل عمل أو صديق يساندك، ويحفزك، ويوجهك نحو الخطوات الصحيحة، ويلاحظ أي تغييرات نفسية أو جسدية قد تسببها لك الصدمة، قد تحتاج الى مرشد أو أخصائي نفسي في بعض الأحيان لا تتردد، الأهم هنالك من تتكلم معه ويساعدك حتى لو احتجت لعلاج سلوكي معرفي لا تتردد في مساعدة نفسك.
خامساً: اتبع أنماط حياة صحية، مارس الرياضة، تناول غداء صحي متزن، احرص على الابتعاد عن الادمان والسهر والتدخين وغيرها من السلوكيات السيئة حتى شراهة الطعام، وازن نومك، اقرا خاصة تجارب الآخرين، تعلم أشياء جديدة، وتعلم أن تسامح، سيساعدك هذا كثيرا على حماية نفسك.
أخيرا: ثق بالله، وأن الله يسمع ويرى، واستمد القوة منه، وأعتبر ان سوء المعاملة التي تعرضت لها وسببت لك الصدمة، هي بمثابة درس تتعلمه في الحياة ليضيف لك من نضجك ووعيك وخبرتك. وان الله لا يضيع عمل أحد أحسن ابدا.
الصدمات في بيئة العمل، واقع مر نعايشه باستمرار، حصن نفسك بالخطوات السحرية، لأجل نفسك، وصحتك، ونفسك، لا لأجل الآخرين فقط.
بشرى الهندي
متخصصة في رفاهية الموظفين
ليست هناك تعليقات: