قد يتبادر الى أذهان الكثيرين عند سماع كلمة رفاهية صورة السيارات الفارهة،والمنازل الفخمة،والمقتنيات الباهظة الثمن ورحلات اليخوت والجزر وغيرها من الامور التي قد يعبر عنها الكثيرين بأساليب الرفاهية. إلا أن المعيار المتداول بين الناس يختلف كليا عن المقاييس التي وضعتها الأمم المتحدة وحدتها لقياس معدل رفاة الشعوب في مختلف البلدان. فما هي مؤشرات الرفاهية،وما علاقتها بالعمل؟
يعتبر مؤشر التنمية البشرية ( HDI) والذي ابتكرته الأمم المتحدة عام 1990 أحد أدوات القياس المعتمدة لقياس مستوى رفاهية الشعوب يتم خلاله قياس مؤشر التنمية الإنساني الذي يرتكز على محاور اساسية اربعة هي متوسط العمر المتوقع للمواطن،مستوى تعليمه والأمية ومستواه المعيشي بالإضافة جديدا الى مؤشر الصحة .
هذا الابتكار الذي قام به عالم الاقتصاد الباكستاني محبوب الحق ورائد التنمية البشرية وبمساعدة عالم الاقتصاد الهندي اماريتا سين. من أهم المؤشرات المعتمدة التي تقيس رفاهية الشعوب لدى الأمم المتحدة.وتبناها برنامج الامم المتحدة الانمائي
ومنذ عام 1990 تصدر الأمم المتحدة تقريرا سنويا حول رفاهية الشعوب تتنافس فيه بالغالب الدول المتقدمة لتتصدر القائمة فيها،ولا يخفى على أحد أن هذه المقاييس لها اثر اقتصادي واجتماعي وحتى سياسي في تلك الدول المتصدرة.
لمعرفة مؤشر الرفاة للشعوب لعام 2020 اضغط الوصلة التالية
الرفاهية في العمل
وانطلاقا من مقاييس الرفاهية العالمية،بدأت الحكومات والقطاعات الخاصة في مختلف الدول تطبيق هذه المقاييس على مختلف المؤسسات لديها،لأجل الارتقاء بجودة حياة الناس أينما كانوا،وتعتبر أماكن العمل أهم القطاعات التي تبنت واهتمت بهذه الامور،ودعت كل من منظمة العمل الدولية ومنظمات أخرى التأكيد على اهمية رفع مستوى رفاهية العاملين والموظفين في مختلف القطاعات.
نعم نحن في الدول العربية والخليجية ربما لم ننال السبق في ذلك ولكن منذ ما يقارب 4 سنوات بدأت الأصوات المختلفة في مجتمعاتنا أيضا تنادي بأهمية رفاهية الموظف في العمل،فكيف يمكن لأماكن العمل أن تتلائم مع ذلك حسب المعايير الأربعة الأساسية التي اعتمدتها المنظمات الدولية؟
اولا: ما يخص متوسط العمر للمواطن بات أمرا مهماً جدا في قوانين العمل والتقاعد،والتنافسية على دمج الخبرات المتراكمة للموظفين امرا لا يختلف عليه إثنين ،كما إن طول بقاء الموظفين في المؤسسات يعكس بشكل ما عن مدى ارتياحهم في العمل وبيئته الداعمة ايضا،فهو أمر لا يمكن أن يغفل عنه بتاتا.
ثانيا: المستوى التعليمي والأمية،وهذا يتقاطع بشكل أساسي ليس فقط على المستوى التعليمي للموظف عند التوظيف بل يعني مستوى تطور الموظف وصقل مهاراته من خلال عملية التدريب والتطوير المستمرة خلال فترة عمله داخل المؤسسة.
ثالثا: المستوى المعيشي ،وقد يرتبط مباشرة بمعدل دخل الفرد الواحد،في ارتفاع معدل الأجور بلا شك سيسهم بشكل مباشرة في عطاء وإنجاز الموظف، بالاضافة الى تمسكه ببيئة العمل ،وبلا شك يخلق علاقة ولاء كبيرة بين الموظف والمؤسسة التي يعمل لديها.
رابعا: مؤشر الصحة داخل العمل،ولا نعني بصحة الموظف فقط خلوه من الامراض بل يتعدى الامر ذلك ليشمل صحته النفسية والاجتماعية ايضا بالاضافة الى البدنية ومؤشرات الصحة والسلامة،هذه الأمور التي تزايد في السنوات الاخيرة الحديث عنها أمور في غاية الاهمية لما لها من أثر في رفع مؤشرات رفاهية الموظفين في بيئة العمل.
السؤال لكم الآن،هل في أماكن عملكم تشعرون بأن هذه المقاييس الاساسية الاربعة طُبقت عليكم؟
لابد من تحقيق السعادة لموظفينك،حتى يستطيعوا تحقيق السعادة للمجتمع
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
بشرى الهندي
الرفاهية في العمل
Reviewed by بُشرى الهندي
on
يناير 12, 2021
Rating:
Reviewed by بُشرى الهندي
on
يناير 12, 2021
Rating:

ليست هناك تعليقات: